السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا انا بعتذر جدا عن تأخيري في البوستات وبعتذر عن عدم الرد ع الكومنتات وبعتذر عن عدم ترك تعليق على بوستاتكم لكنى لازلت متابعة لبوستاتكم بحرص شديد ولكن حالة من الملل لروتينية عملية تبادل التعليقات والزيارات وخوف من ترك تعليق غير مناسب بسبب تعكر الحالة المزاجية فحجمت عن التعليق حرصا عليكم وبشكر جدا القلة اللي لازالت تجوب المدونة بحث عن جديد لمثابرتهم على متابعة انسانة مودية متكاسلة لهذا الحد.
واطمنكم هانت كلها بوست او اتنين علي الاكثر ان شاء الله وانهي القصة الغامقة ديه وادخل في مواضيع اكثر رحابة وكل سنة وانتم طيبيين بمناسبة رمضان.
-----
دقت ساعتها البيولوجية الثانية عشر لتنتشلها من غفوتها ولتلقي بقاربها الصغير في محرقة الاحلام ولتضعها امام الواقع بظلمته وصمته المطبق ... تقلبت في الفراش كثيرا تحاول ان تجد جزيرة قطنية تلتقطها ولكن بلا جدوى لفظتها الجزر والشطآن الي ارض الواقع امام ميتها المتسربل بالاغطية البيضاء .. جردته من اكفانه .. داست على زر الباور بلا امل .. استرعها صورة الغروب كما لو كانت تراها لاول مرة .. ادركت ان اختيارها اللاوعيي لهذه الصورة كان يعكس ايمانها الباطن الذى لم يتضح انذاك بان ابحارها في البحار الافتراضية ما كان الا انتحارا وغرق بطيء في الوهم .. زادتها هذه الحقيقة غما على غم فاغلقت حاسوبها وعادت مرة اخري الي فراشها تتقلب يمني ويسري حتى طلع عليها النهار مرهقة .. متورمة الاجفان اكثر من ذي قبل .. توالت فزعتها الليلية فى تمام الثانية عشر بدقة مطرقة حديدية على عقلها الباطن بيد ساعتها البيولوجية .. فتهزها هزا عنيفا و تتركها مضطربة مشوشة بين التفكير الطاحن وبين محاولات النوم الفاشلة .. فى احدى الليالي المقمرة وبينما هي جالسة تحت الشباك .. تناجي سكان القمر الذين نسجوا بخيالات العقل وغيامات الظلمة .. أقرت بالحقيقة التى طالما تنصلت منها .. ألا وانها مدمنة .. واكتشاف بيت الداء هو نصف الدواء .. واذا كان مجتمعها المكبوت لا يعترف بمدمني الانترنت ويعتبره من امراض الرفاهية وتناسي وسط زخم نواكبه ان المرض لا يفرق بين غني او فقير ولكن يداهم الاثنان بنفس الشراسة ويقودهما الي نفس المصير .. فقامت بدور الطبيب والمريض في آن واحد .. واعتبرت ادمان الانترنت هو ادمان كادمان الكحوليات والمخدرات .. واعدت خطط مرحلية .. وكانت اول مرحلة هو التقليل من تعاطى المخدر وليس البتر كما فعل اخوها فالمخدر يسري بشرايينها ولا تستطيع فصل هذا عن ذاك .. راقها هذا الحل .. وبدأت في التنفيذ بعد الانتهاء من محاضرتها .. او بتفويت بعضها للبحث عن ضالتها .. راحت تجوب الشوارع تبحث عن مقهى انترنت .. مشت آلاف الكيلو مترات فى كل الاتجاهات لم تجد ما يشبع حاجتها .. عادت كل يوم تجر اذيال الخيبة كان في اثناء ذلك تقترب امتحانات نهاية العام .. حاولت استجماع قواها على التركيز امام الكتب ولكن بلا جدوى .. فقط خطوط عرضية تتقاطع مع خطوط طولية لتشكل متاهة ذات سجون انفرادية كغرف بيتها الكئيب .. ودوائر دوامية تنتهي حيث اللاوعي .. وعيون كثيرة توشك على اختراق هامش الكتاب باهدابها المدببة .. فتتلاشى الكلمات الخارجة من فمها قبل ان تصل الي اذنها او عقلها .. فباتت محصلتها رغم ساعات المذاكرة الطويلة صفرا كبيرا.
وفى احدى الايام بدت بارقة امل بافتتاح مقهى انترنت مجاور لبيتها .. واخذت تتردد عليه منتظرة لحظة الافتتاح لتشبع عطشها المحموم .. يوم بعد يوم ترقبه بنظراتها خلسة الا ان تم الافتتاح فهرعت اليه .. ولحسن الحظ ان العاملين فيه من الفتيات كما ان رواده كانوا ليسوا بالكثيرين وهذا اتاح لها قدر لا بأس به من الخصوصية والارتياح النفسي .. كانت تعرف طريقها جيدا نحو الابحار .. كل ما يعكر صفو خصوصيتها هو تطفل عاملة السيبر التى يبدو عليها انها مستجدة على هذا العالم ولكنها شغوفه لاقتحامه .. فتعاونا على الابحار كلا بشريعته وشراعه الخاص .. فتحت ال ICQ ليستتها العامرة ليست بالعامرة لان جميع سكانها من سكان ما بعد منتصف الليل فلم ترا منهم الا قلة فى قيظ الظهيرة .. لم تجد الرسائل اللاهثة للحديث معها تتهافت عليها كالمعتاد .. لقد فقدت حظ المستجدين الجدد الذي كان يحالفها دوما فيأتيها ب ستين رسالة فى الدقيقة .. حاولت جر كرة الحديث مع الموجودين اون لاين .. ولكن اذهلها انهم لا يتذكرونها .. تبا للذاكرة النتية الضعيفة التى تتلاشى مع امر الشات داوون .. ما بالك بغياب ستة اشهر .. من المؤكد انها محت بممحاة وطمس اسمها المكتوب علي الرمال بفعل امواج البحر .. ياله من عالم بغيض لا يخلد ذكرى ابطاله الذين خاضوا اعتى المعارك على ارضه والتى استنزفت راحتهم ودماءهم ثم خرجوا منه بلا أمجاد وبالكثير من الندبات والجروح الغائرة .. قررت الا تعود لهذا العالم مرة اخرى وان تحزم حاجيتها وان تخرج بلا عودة .. ولكن توقفتها رغبتها الاخيرة فى تفحص الايميل .. مرت بنظرة خاطفة على المرسل لهذا الكم من الرسائل فوجدتهم جميعا لمنتديات او مجهولين ليس لهم شأن في محيطها الدماغي .. ضغطت علي زر check all ثم همت بال Delete الا ان استوقفها اسم المرسل : محمد صفوان ...
يتبــع ...
وفى احدى الايام بدت بارقة امل بافتتاح مقهى انترنت مجاور لبيتها .. واخذت تتردد عليه منتظرة لحظة الافتتاح لتشبع عطشها المحموم .. يوم بعد يوم ترقبه بنظراتها خلسة الا ان تم الافتتاح فهرعت اليه .. ولحسن الحظ ان العاملين فيه من الفتيات كما ان رواده كانوا ليسوا بالكثيرين وهذا اتاح لها قدر لا بأس به من الخصوصية والارتياح النفسي .. كانت تعرف طريقها جيدا نحو الابحار .. كل ما يعكر صفو خصوصيتها هو تطفل عاملة السيبر التى يبدو عليها انها مستجدة على هذا العالم ولكنها شغوفه لاقتحامه .. فتعاونا على الابحار كلا بشريعته وشراعه الخاص .. فتحت ال ICQ ليستتها العامرة ليست بالعامرة لان جميع سكانها من سكان ما بعد منتصف الليل فلم ترا منهم الا قلة فى قيظ الظهيرة .. لم تجد الرسائل اللاهثة للحديث معها تتهافت عليها كالمعتاد .. لقد فقدت حظ المستجدين الجدد الذي كان يحالفها دوما فيأتيها ب ستين رسالة فى الدقيقة .. حاولت جر كرة الحديث مع الموجودين اون لاين .. ولكن اذهلها انهم لا يتذكرونها .. تبا للذاكرة النتية الضعيفة التى تتلاشى مع امر الشات داوون .. ما بالك بغياب ستة اشهر .. من المؤكد انها محت بممحاة وطمس اسمها المكتوب علي الرمال بفعل امواج البحر .. ياله من عالم بغيض لا يخلد ذكرى ابطاله الذين خاضوا اعتى المعارك على ارضه والتى استنزفت راحتهم ودماءهم ثم خرجوا منه بلا أمجاد وبالكثير من الندبات والجروح الغائرة .. قررت الا تعود لهذا العالم مرة اخرى وان تحزم حاجيتها وان تخرج بلا عودة .. ولكن توقفتها رغبتها الاخيرة فى تفحص الايميل .. مرت بنظرة خاطفة على المرسل لهذا الكم من الرسائل فوجدتهم جميعا لمنتديات او مجهولين ليس لهم شأن في محيطها الدماغي .. ضغطت علي زر check all ثم همت بال Delete الا ان استوقفها اسم المرسل : محمد صفوان ...
يتبــع ...
هناك 10 تعليقات:
اعجبنى كثيرا تعبير (فى محرقة الاحلام)
وايضا تعبير وصفك لجمود الكلمات وسقوطها كاوراق خريف من الذاكرة وتشبيهك لها ببيت كئيب
تحية كبيرة للاختيارات الموفقة
حاسة ان العبرة من ورا الجزء دا ان عالم النت ملوش أمان ويا اما انتا قدام الناس دي علي طول ومتابعهم يا اما باي باي وينسوك
اكيد الاسلوب جامد زي ما اتعودنا منك عليه منتظرة الباقي
تحياتي :)
قريت ومنتظر الباقي
---
تقريبا تاني تعليق ليا لإثبات المتابعه
بس مش بحب أقول رأي ف عمل إلا لما يكتمل
بس انتي بتوصفي الحاله ببراعه المجرب
المهم انك بخير ونفضى الملل عنك مستنيه باقى القصه
محدش مدمن نت بيعرف يسيبو أبدا.عن تجربه.البوست حلو اويييييييييييي
جميل
بس انا شايف ان النت زى الشارع
فيه كل الاشكال من البشر
بنقابل فيه الحلو والى زى الزفت
واحنا مفروض يككون عندنا من الحرفه والشجاعه ان نختار من يكون مناسب لنكمل معه فى هذا الشارع
ومن يجب ان نتجنبه
منتظر باقى القصه
تحياتى
صباح الصباح
----------
اسعدني تواجدك ومرورك والحمد لله ان في شيء عجبك.
تحيـــاتى
-------
nour eleslam
------------
يكفيني واحد يصل لما اعنيه وارمي اليه , فعلا ده كان قصدي عالم النت عالم خيالي ملوش امان والكلام ده مش ينطبق ع الشات ولكن علي اي نشاط على النت حتى المدونات .
تحيـــاتى
--------
ساجي
----
انا سعيدة بمتابعتك .
اما اني بوصف ببراعة المجرب فأي كاتب بيحط جزء من روحه في ابطال شخصياته .. لكن مش هيحط روحه كاملة في احد ابطاله غير في سيرته الذاتيه وانا مش بكتب سيرتي الذاتية علي النت .
فممكن تلاقى هنا بعض من فكري و اعتقاداتي لكن الاحداث اكيد مش بتاعتي.
تحيـــاتى
APPY
منورة المدونة .. الحمد لله انا بخير .. واهاو بحاول انفض الملل واكمل كتابة .. لكن يظهر مفيش فايدة .. باجي يوم وابعد عشرة .
------
MOHAMED
الحمد لله ان البوست عجبك .. لكن انا مش معاك ان ادمان الانترنت مالوش علاج .. الانترنت عادة والاقلاع عن العادات محتاج مثابرة واصرار اما ادمان المخدرات والسجاير فده ادمان عادة ومخدر فالاقلاع عنه مش سهل لكن مش مستحيل .
------
mkomken
انا سعيدة بمرورك ورأيك وانا معاك ان الانترنت سلاح ذو حدين فيه الصح وفيه الغلط وانت اللي بتختار .. ده كلام لا خلاف فيه .. لكن انا بتكلم عن الناس اللي نشأت في ظروف نفسية واسرية معينه وبيتخذوا النت ملاذ وملجأ وبيهربوا من الواقع الي خيال النت فيغرقوا في المشاكل اكتر .. لكن الشخص السوي طبعا مخير ولازم يحكم عقله .
--------
اشكركم جميعا لمروركم وتعليقكم ولاراءكم .
اولا كل عام وانت بخير
مدونتك رائعه بجد وبوست هايل
اسلوبك جميل
وفعلا اشتقت لقراءة البوست القادم
مع تحياتى
القصه باين عليها حلوه بجد
انتظر البقيه
تحياتى
إرسال تعليق