الجمعة، 19 سبتمبر 2008

ملعب كبير

سائرا في طريقه السرمدي .. يمضغه الفكر ويعصره .. لا يعلم متي بدأ المسير او كيف اختص هذا الطريق دون غيره بالمسير .. توه مدرك انه في مساره هذا منذ زمن بعيد .. لا يدري كم بقي ليتحرر من لقب اسير .. مر بأناس كثير .. اختلفوا في صورهم في احجامهم في الوانهم لكنهم لم يختلفوا في شيء وحيد .. توحدوا جميعا في اللعب .. الكل يلعب .. لعب بالسياسة .. لعب بالمال .. لعب بالنساء .. كله لعب وفي اللعب الكل طفل صغير .. يتقاذفون الكرة بركلات أحذيتهم .. فتعلو وتهبط وتنقبض وتنبسط .. وتتكور وتنزوي محاولة الفرار .. ولكن يأتوا بها من جديد لتعاود التلاطم بين امواج أحذيتهم الكثير .. ويصفق المتفرجون ويعلو نباحهم .. ويمتعض من خارج الملعب لعلو النباح ويعتصرهم الالم لبربرية الواقع .. ولكن يستمر الركل والسحل للكرة ويستمر النباح ويستمر الامتعاض والالم ويتكرر المشهد طوال مساره منذ بدأ المسير ويواصل المسير .. لا يدري الا اين او متي سيأتي التحرير.

---
الكرة : هذا حال الفقراء يتقاذفهم ذوي النفوذ والمال والسلطان تلبية لرغباتهم ومطامعهم
مطاطيين كالكرة وان لم يكنوا غير ذلك لتهشموا من اول ركلة .

الاحذية : ذوي النفوذ والمال والسلطان يقسوا على الفقراء لتتعاظم ثرواتهم ولتفريغ رغباتهم واهواءهم .. قساة حادين ولكن اولا واخيرا أحذية.

المتفرجون داخل الملعب : كلاب الساسة .. حراس لثرواتهم و يهللون لانتصارتهم .

من خارج الملعب الممتعضون : الاغلبية الصامتة .. التى تواصل الامتعاض بسلبية مفرطة.

الجمعة، 12 سبتمبر 2008

تحيا جمهورية مصر العربية



يُحكي انه في يوم من ذوات اليوم .. يوم عمره بضعة اعوام .. كنت في المرحلة الثانوية .. وبالاخص في السنة النهائية .. طالبة بالشعبة العلمية .. وكان من طقوسنا المدرسية اليومية .. حفلة تأبينية صباحية .. تبتدي بآيات من الذكر الحكيم وتنتهي بتحية ام المصريين .. ولي مع هذه التحية يوم أليم .

فبأذاعتنا الصباحية يصطف الجميع بالفناء والجميع هذا عدد ليس بالقليل يبلغ قرابة الالفين من البنات الامامير .. بالميمنه بالقرب من البوابة وبمواجهة مكتب الادارة كان يقبع فتيات الشعبة العلمية حيث الالتزام والادب والجدية فهن خير واجهة امام الزوار وبالميسرة حيث الحمامات وغرفة تغيير ملابس الالعاب – وهذه احيانا تنقلب لكوشة وتسمع منها زغاريد واحيانا ردح وهوشة – كان يقبع فتيات القسم الادبي ودول اخر مسخرة فلا يعترفن بشيء اسمه طابور الصباح ويقف بعضهن تجمعات والبعض الاخر قرفصاء وماحدش يعرف يبؤ فيهم(أي يكلمهم باللغة البلتجية القديمة) من المدرسات وبالوسط يرقد كنارية الصف الاول والثاني.

ولان مدرستي مدرسة غير عادية يجتمع فيها الهلال بالنجمه الدهبية فقد افتت كبيرة احدى الجماعات المتطرفة بالمدرسة بان تحية العلم
حرام
حرااااااام
حراااااااااااااااام
وازاي يا معاتيه تحيوا حتة خشبة ملفوفة بقماشة معفنة (اللي هو العلم يعني ).. والتحيات لا تقرأ الا فى وسط وختام الصلاة .. فالتحيات لله والصلاوات والطيبات والتحيات لغير الله
باطل
باااااطل
بااااااااطل
فقولتلها والله يااختي وما ليكي عليه حلفان .. انا كدا كدا ماكنتش بحييها .. ولا عاجبني اصلا وقفة الحال اللي ع الصبح ديه .. ورغم اني كنت علمي الا ان صحباتي كانوا ادبي .. وبصراحة هم كانوا ذووووووق ولما بروح عندهم في المسخرة (الميسرة) بيعملوا معايا احلي واجب فكنت مرابطة عندهم اشرب الكابتشينو بتاعي اللي بيعملوه على لهب بنزن (موقد مسروق من معمل الكيميا) في اوضة تغيير الملابس واقعد علي الديسكات المكسرة اللي هناك اقزقز لب معززة مكرمة وسايبة المـٌلك لصاحبه .. وسيباكم تهرتلوا ع الصبح مش ناقصة قلبة دماغ ودوالي مبكرة من الوقفة .. والواحدة عندها ايه غير صحتها تحافظ عليها .. فكنت ولله الحمد الحاضر الغائب في طابور الصباح .

ولان البنات لوك لوك مابيتبلش في بوقهم فولة (وانتم سيد العارفين ) .. فقد انتشرت الفتوى في المدرسة انتشار الدودة في البرسيم .. وفي يوم بائس حزين طلعتله شمس حامية اوي .. قرر الجميع اعلان العصيان الفظيع .. وبعدما انتهت الاذاعة الصباحية .. وطلع عدد 1 اوز بلدي و جوز بط كيني يتبختروا وبيحيوا العلم .. وبيسرسعوا تحيا جمهورية مصر العربية .. ماحدش رد .. طيب تحيا جمهورية القاهرة العظمي .. ماحدش نطق .. طيب يحيا شارع محمد علي .. هنا نطق عم محمد ( ناظر المدرسة) .. واستلم المايك .. وقعد ساعتين المفتري يشتم فينا ويصرخ ويقول
الانتـ مااااااء
الانتـ مااااااااااااااء
الانتـ ماااااااااااااااااااااااء
مااااء
ماااااااااء
ماااااااااااااااااااء
يا عديمي الانتـ مااااااااااااء
مصر ديه اللي بتأكلكم .. مصر ديه اللي بتشربكم .. مصر ديه اللي كانت بتغييرلكم البامبرز .. وانا اتلف ابص ع البيوت اللي حوالينا الاقي الناس كلها طالعه من الشبابيك تتفرج علينا واحنا بنتهزأ .. واقول الله يخربيتك هزأتنا في المنطقة .. وبعد ما خد راحته فى القاء دروس التربية الوطنية والقومية بالطريقة الردحية ( لأم الدرداح ) .. لاقيت ام عصام (مديرة المدرسة) طلعت وقعدوا يوشوشوا بعض .. وانا شوفت المنظر وقولت بس طالما ذات الرداء الاسوس طلعت يبقي اليوم ده مش هيعدي علي خير .. وقد كان .

قرروا تذنيبنا طول اليوم من الساعه سابعة الصبح لحد تلاته العصر في الشمس الحارقة وممنوع حد يروح الحمام .. وممنوع حد يقعد .. وممنوع حد يكلم التاني وانتشر زبانية العذاب (المدرسات) عمالين يبستفوا فينا (علشانك يا مصر) .. وجيران المنطقة شمتانه فينا والكل بيبص من البلكونات والشبابيك .. وكل اللي معاه كاميرا بيصور(فرصة بقى) .. واتصلوا بالسي ان ان علشان تصور الحدث لكن ربنا سترها معانا وطلعت مشغولة عند الكوافير .. واول ما رن جرس الانصراف ولاول مرة في تاريخ التعليم المصري مايخرجش الطلبة يجروا من الفصول .. احنا خرّينا ع الارض(الفعل الماضي من خرّ أي اتهبد ع الارض وذلك من قاموس آه يا لالالي لابن اللالي ) والبعض الاخر جري ع الحمام (الزنقة وحشة واحنا كنا في العراء ) .. واول ما التقطنا انفاسنا طلعنا نجري قبل مايفتكرولنا أي مصيبة تانية يعاقبونا عليها .

وانا ماشية مع صحبتي بنعرج بقولها يا ساتر علي قلبهم الاسود كل ده علشان ماحييناش العلم .. امال لو كنا بنسرق وننهب فيكي يا مصر كان اتعمل فينا ايه .. ردت صديقتي الانتيخ وقالت كانوا عملونا اعضاء مجلس شعب .
-----
ملحوظة : بشأن فتوى تحية العلم بالمدارس والجيش فقد اختلف فيها الفقهاء اختلاف شديد
ولكن لازلنا نردد هذه التعويذة كببغاوات وهي لا تعبر عن انتماء بل بلاهة واضاعة وقت النشاط الذهني بفترة الصباح في موروثات بالية.

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

يا ترى يا مصر شبابك بيبحثوا عن ايه؟



انتشر من فترة خبر ان مصر احتلت المركز التالت من ضمن اكتر 10 دول بحثا عن كلمة جنس علي جوجل و للأسف هي لازالت محافظة علي مركزها المشرف
ولاني محبة للبحث والتنقيب وعاشقة لمحرك البحث جوجل وخدماته الكتير قعدت ادعبس شوية في Google Trends
وهى امكانية ظريفة من جوجل تقدر من خلالها تعرف الناس بتبحث عن ايه علي جوجل
فخضت التجربة وقولت اشوف شباب مصر والعرب بيبحثوا عن ايه ووجدت الآتي

الافلام - فيلم :- احتلت مصر المركز الاول بحثا عن الافلام واحتلت مدنها الاسكندرية – القاهرة – الجيزة التلات مراكز الاولي بين المدن

اغنية :- احتلت مصر المركز الاول بحثا عن اغنية واحتلت الاسكندرية المركز الاول بين المدن

جيمز :- ايران المركز الاول ومصر المركز التاني بين الدول واسكندريه المركز الاول وطهران التاني والقاهرة التالت والجيزة الرابع بين المدن

شات :- السعودية المركز الاول ومصر الخامس والقاهرة - اسكندرية – الجيزة المركز التامن والتاسع والعاشر

شعر:- اليمن الاولي ومش من اهتمامات المصريين خالص وماظهرش اسمها في اول عشردول او مدن
عريس - عروسة : مصر الاولي واسكندرية – القاهرة – الجيزة التلات مراكز الاولي بين الدول

جواز:- مصر المركز الاول والجيزة المركز الاول بين المدن

عمل: مصر المركز الاول واسكندرية الاولي والقاهرة التانية بين المدن

كتاب:-اليمن الاولي و مصر المركز الخامس والقاهرة العاشرة بين المدن

اسلام:- مصر اول دولة والقاهرة تالت مدينة

الله:- اليمن الاولي والسعودية التانية ومصر مش بتبحث عن الله خالص

تعليم : اليمن الاولي ومصر التانية

مشروع :- اليمن الاولي ومصر الخامسة

محمد:- مصر الاولي واليمن التانية

قرآن كريم:- اليمن الاولي – مصر الخامسة

انتحار:- مصر الاولي – ومدنها الاسكندرية – الجيزة - القاهرة التلات مراكز الاولي بين المدن
-----------
هو كلمات البحث لن تنتهي لكن المتأمل للنتائج هيوصل لان شبابك يا مصر بيستخدموا النت علشان يداونلودوا افلام واغاني وجيمز ويبحثوا عن عريس وعروسة وجواز وجنس وغارقين في ملذات الدنيا واهواءهم ومش بيدوروا علي كتاب يقرأوه ولا تعليم يتعلموه ولا مشروع يعملوه وده قادهم للنتيجة الغريبة اوي اننا اول دولة بتبحث عن انتحار وخاصة الاسكندرية واضح جدا ان نهايتنا مش هتكون مشرفة
في حين اليمن ماشاء الله عليهم بيدوروا علي الله و كتاب ومشروع وتعليم وقرآن كريم
و ادي ولادك وخيرة شبابك يا مصر
يا ترى مبسوطة يا مصر ؟!
----
ملحوظة: الهدف من البوست والبحث هو حصر اهتمامات الشباب المصري ومعرفة اتجاهاتهم ع النت وديه مش مسابقة ولا مقارنة بين دولة واخرى