دقت الساعه الثانية عشر لتعلن انتصاف الليل .. بندول ساعه الحائط يترنح تعبا من التأرجح يمينا ويسارا طوال النهار .. ظلام دامس يغلف المكان .. ضوء عمود انارة الشارع الاحمر يخترق شباك نافذتها بجرأة سافرة .. الكل نيام والصمت يسود المكان لا يقطعه الا اصوات بعض القطط الشاردة تتلمس فتات الطعام من صناديق القمامة المترامية فى طرقات العمارة .. سحبت جسدها بخفة من تحت الملاءة بعد ان كانت تتظاهر بالنوم .. وقامت خلسة تمشي علي اطراف اصابعها.. دلفت الي الصالة ومنها الي باقي الحجرات .. القت نظرة خاطفة على جميع الآسرَة للتأكد من ان الكل يغط في سبات عميق.. رجعت الي غرفتها واحكمت غلق الباب .. تحسست الـ case حتى لامست زرار الباور .. ضغطت عليه بخفة .. وارخت ظهرها علي الكرسي منتظرة افتتاح الكوة التى تطل منها على العالم الخارجي .. فهذه الكوه هي الصدع الوحيد في جدران حجرتها الكئيبة التى ترى من خلالها ضوء الشمس وتتنفس هواء الحرية .. وتطلق صرخات مدوية من الكلمات الحبيسة فى سماء العالم الافتراضي والتى لا تجد اذن واحدة تسمعها فى هذا المنزل الاصم.
انتهت الويندوز من التحميل .. اشرقت صورة انتحار الشمس فى قلب البحر لحظة الغروب على سطح المكتب .. هرعت عينيها الي الركن الايمن باقصى جنوب الديسك توب لتطمئن من وجود النت بانارة هذين الكمبيوترين الساحرين .. فانطفآهما يطفىء كل انوار العالم و يغلق كل الابواب فى وجهها فلا تجد غير الظلام الدامس يحيط بها .. حمدا لله انهما لم يخيبا ظنها هذه الليلة .. اسرعت بدق ناقوس باخرة ال ICQ بنقرات خفيفة بالماوس على الايقون الكامنة تنتظر الانطلاق لتبحر في بحار العالم الافتراضي .. دوي الباخرة يعلن مغادرة الشط ويدخل في عمق البحر .. الامواج تتقاذف الاسماك في حركات بهلوانية لتعرض نفسها عليها الطويل والقصير والغني والفقير .. ولكن منهم القرش ومنهم الدولفين .. كانت تعلم ان الغوص فى الاعماق ليس سهلا .. كما ان ضياع اسم عائلتها ليس بالسهل على الاطلاق .. والاوامر العسكرية التى القاها عليها ابيها سيادة العقيد في صغرها لن ترحمها ابدا .. كانت تعلم ذلك جيدا .. وتحفظه عن ظهر قلب .. فلذا كانت توغل بحذر.. تتحسس مواضع قدميها .. تلعب وتمرح وتلهو ولكن بشروط .. تريد ان تلهو اوكى لكن لا صورة لا عنوان لا مقابلات لا موبايل لا لا لا فقط كلام مكبوت سوري مكتوب .. فيوافق على التهام الطعم او يلفظه فتلقى بصنارتها من جديد فتأتي بصيد جديد فالخير كثير والبحر يعج بكل الاسماك من مختلف الالوان والاشكال .
كانت ذكية .. ماكرة .. بارعة فى اجتذاب الاسماك ومداعبتها ومناوشتها ثم لفظها.. فكانت لا تحب القلي او الشوي فهى على قناعة بانها اسماك نتنة تحيا فى مياه مدنسة و ليست للأكل ولكن كل مبتغاها هو تفريغ المخزون بروحها المكبوتة في اذن سمكة مجهولة ثم تعيدها مرة اخرى الي الماء فيضيع السر في غيابات البحر وتتخلص هي من انفاسها التى التهبت لموقف ما كدر عليها صفو يومها فجاءت لتجتره فى أذان اسماك البحر .. ولكن كان يستهويها اكثر ظباط الجيش .. ربما انتقاما من ابيها فيهم او ربما لصعوبة اقتناصهم فهي عنيدة لا تجنح الا لكل بعيد وعال .. ولكنها كانت توقع بهم بسهولة بقليل من صور الجميلات المترامية على مواقع الزواج وتدعي انها لها.. لم تفكر في هذه المسكينه اللاهثة على شريك حياه .. او فكرت ولكن كانت ترى انها تستحق ان يُـفعل بصورتها أي شيء لانها من سمحت للاخرين بالتلاعب بها .. اما هى فهى حاذقة ماهرة ذات حنكة وتجربة ولا تعطى فرصة للاخر ان يضعها تحت اسنانه .. بل هي من تدوس عليهم بنقرة ماوس معطية امر التسريح بلوك ديليت.
استمرت طلعات منتصف الليل للصيد كانت في البداية ساعتين ولكن مع الوقت تتمدد ساعات الصيد وتتقلص ساعات نومها حتى باتت تصل الليل بالنهار في التشات .. شروطها الصارمة لنيل شرف التشات معها اصبحت اكثر مرونة .. وعندما تسألها امها عن سبب سهرها وارقها الليلي .. تدعي انها تذاكر وتصل الليل بالنهار لانها بكالوريوس وتريد ان تحسن خاتمتها بالكلية وتودعها بتقدير مشرف .. سلسلة من حلقات الكذب المتصلة .. ولكن كانت امها تقابلها بالتصديق وتنصرف لشئونها الحياتية .. اما ابوها فكان لا يكف عن اصدار الاوامر والتكليفات والويل والثبور وعظائم الامور لمن يخالفه .. فكانت تجتنبه .. واما اخوها الاكبر فكان في عالمه الخاص مع الاصدقاء والرفقة .. اربعة في قارب واحد ولكن في اربع جزر مبعثرة لا يجمعهم سوي مائدة الغداء والمجبورون علي التزام الصمت حولها فهذا البيت لا يقدم الا الصمت لافراده حتى فى اطباق المائدة.
في يوم من الايام عادت من كليتها مبكرا .. دقت جرس الباب لا مجيب ..استعملت مفتاحها .. فرصة لا يوجد احد بالمنزل هرعت الي حاسوبها لتحتضنه . .. فهو اول من يستقبلها واخر من يودعها ... دخلت عالمها المحبوب وملاذها من الواقع المرير .. فأحوالها الدراسية ساءت .. وعلاقتها بكل صديقاتها انقطعت لانعزاليتها المفرطة .. فليس لها سواه ملاذ وملجأ وحضن آمن .. تتنتقل بخفة علي لوحة المفاتيح .. سرعتها في الكتابة اصبحت وهمية .. تتعامل من وراء الشاشة بواقعية مجسدة كأنها امام كائن حي وليس حاسوب الكتروني لا نبض فيه ولا حياة .. وهذا ما كان يجذب الاخرون في الحديث معها هو حيويتها في الحوار وفطنتها وخفة دمها .. حتى انها كانت تبتسم وتضحك, وتذرف الدموع ايضا .. وفي غمرة انخراطها في التشات والابتسامه تعلو وجهها .. دخل عليها اخوها فوجدها تحادث فتى على الويب كام ......
انتهت الويندوز من التحميل .. اشرقت صورة انتحار الشمس فى قلب البحر لحظة الغروب على سطح المكتب .. هرعت عينيها الي الركن الايمن باقصى جنوب الديسك توب لتطمئن من وجود النت بانارة هذين الكمبيوترين الساحرين .. فانطفآهما يطفىء كل انوار العالم و يغلق كل الابواب فى وجهها فلا تجد غير الظلام الدامس يحيط بها .. حمدا لله انهما لم يخيبا ظنها هذه الليلة .. اسرعت بدق ناقوس باخرة ال ICQ بنقرات خفيفة بالماوس على الايقون الكامنة تنتظر الانطلاق لتبحر في بحار العالم الافتراضي .. دوي الباخرة يعلن مغادرة الشط ويدخل في عمق البحر .. الامواج تتقاذف الاسماك في حركات بهلوانية لتعرض نفسها عليها الطويل والقصير والغني والفقير .. ولكن منهم القرش ومنهم الدولفين .. كانت تعلم ان الغوص فى الاعماق ليس سهلا .. كما ان ضياع اسم عائلتها ليس بالسهل على الاطلاق .. والاوامر العسكرية التى القاها عليها ابيها سيادة العقيد في صغرها لن ترحمها ابدا .. كانت تعلم ذلك جيدا .. وتحفظه عن ظهر قلب .. فلذا كانت توغل بحذر.. تتحسس مواضع قدميها .. تلعب وتمرح وتلهو ولكن بشروط .. تريد ان تلهو اوكى لكن لا صورة لا عنوان لا مقابلات لا موبايل لا لا لا فقط كلام مكبوت سوري مكتوب .. فيوافق على التهام الطعم او يلفظه فتلقى بصنارتها من جديد فتأتي بصيد جديد فالخير كثير والبحر يعج بكل الاسماك من مختلف الالوان والاشكال .
كانت ذكية .. ماكرة .. بارعة فى اجتذاب الاسماك ومداعبتها ومناوشتها ثم لفظها.. فكانت لا تحب القلي او الشوي فهى على قناعة بانها اسماك نتنة تحيا فى مياه مدنسة و ليست للأكل ولكن كل مبتغاها هو تفريغ المخزون بروحها المكبوتة في اذن سمكة مجهولة ثم تعيدها مرة اخرى الي الماء فيضيع السر في غيابات البحر وتتخلص هي من انفاسها التى التهبت لموقف ما كدر عليها صفو يومها فجاءت لتجتره فى أذان اسماك البحر .. ولكن كان يستهويها اكثر ظباط الجيش .. ربما انتقاما من ابيها فيهم او ربما لصعوبة اقتناصهم فهي عنيدة لا تجنح الا لكل بعيد وعال .. ولكنها كانت توقع بهم بسهولة بقليل من صور الجميلات المترامية على مواقع الزواج وتدعي انها لها.. لم تفكر في هذه المسكينه اللاهثة على شريك حياه .. او فكرت ولكن كانت ترى انها تستحق ان يُـفعل بصورتها أي شيء لانها من سمحت للاخرين بالتلاعب بها .. اما هى فهى حاذقة ماهرة ذات حنكة وتجربة ولا تعطى فرصة للاخر ان يضعها تحت اسنانه .. بل هي من تدوس عليهم بنقرة ماوس معطية امر التسريح بلوك ديليت.
استمرت طلعات منتصف الليل للصيد كانت في البداية ساعتين ولكن مع الوقت تتمدد ساعات الصيد وتتقلص ساعات نومها حتى باتت تصل الليل بالنهار في التشات .. شروطها الصارمة لنيل شرف التشات معها اصبحت اكثر مرونة .. وعندما تسألها امها عن سبب سهرها وارقها الليلي .. تدعي انها تذاكر وتصل الليل بالنهار لانها بكالوريوس وتريد ان تحسن خاتمتها بالكلية وتودعها بتقدير مشرف .. سلسلة من حلقات الكذب المتصلة .. ولكن كانت امها تقابلها بالتصديق وتنصرف لشئونها الحياتية .. اما ابوها فكان لا يكف عن اصدار الاوامر والتكليفات والويل والثبور وعظائم الامور لمن يخالفه .. فكانت تجتنبه .. واما اخوها الاكبر فكان في عالمه الخاص مع الاصدقاء والرفقة .. اربعة في قارب واحد ولكن في اربع جزر مبعثرة لا يجمعهم سوي مائدة الغداء والمجبورون علي التزام الصمت حولها فهذا البيت لا يقدم الا الصمت لافراده حتى فى اطباق المائدة.
في يوم من الايام عادت من كليتها مبكرا .. دقت جرس الباب لا مجيب ..استعملت مفتاحها .. فرصة لا يوجد احد بالمنزل هرعت الي حاسوبها لتحتضنه . .. فهو اول من يستقبلها واخر من يودعها ... دخلت عالمها المحبوب وملاذها من الواقع المرير .. فأحوالها الدراسية ساءت .. وعلاقتها بكل صديقاتها انقطعت لانعزاليتها المفرطة .. فليس لها سواه ملاذ وملجأ وحضن آمن .. تتنتقل بخفة علي لوحة المفاتيح .. سرعتها في الكتابة اصبحت وهمية .. تتعامل من وراء الشاشة بواقعية مجسدة كأنها امام كائن حي وليس حاسوب الكتروني لا نبض فيه ولا حياة .. وهذا ما كان يجذب الاخرون في الحديث معها هو حيويتها في الحوار وفطنتها وخفة دمها .. حتى انها كانت تبتسم وتضحك, وتذرف الدموع ايضا .. وفي غمرة انخراطها في التشات والابتسامه تعلو وجهها .. دخل عليها اخوها فوجدها تحادث فتى على الويب كام ......
يتبــــــع ...